اخبارعالمية

ألسفير الروسي بالسودان يؤكد أن بلاده ستظل تدافع عن القيم الإنسانية الحقيقة والقانون الدولي والشرعية العالمية 

ألسفير الروسي بالسودان يؤكد أن بلاده ستظل تدافع عن القيم الإنسانية الحقيقة والقانون الدولي والشرعية العالمية

 

أصدر السفير الروسي بالسودان أندريه تشيرنوفول بيانا بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى جاء فيه :

في 9 مايو، سيتم الاحتفال على نطاق واسع في روسيا بالذكرى الثمانين للنصر في الحربالوطنية العظمى (1941-1945).

بالنسبة لمواطنينا، هذه ليست مجرد ذكرى سنوية أو “يومًا أحمر في التقويم”، بل هي تكريم لذكرى جميع الذين ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الوطن ضد عدوان أوروبا الموحدة تحت رأية النازية بقيادة أدولف هتلر.

في 22 يونيو 1941، شنت ألمانيا النازية هجومًا مفاجئًا على الاتحاد السوفيتي دون إعلان حرب.

كان هدف الألمان وحلفائهم الأوروبيين هو تدمير الدولة الروسية وإبادة شعوبها، فقد تحركت ملايين القوات الفاشية، التي قبل ذلك لم تلقَ مقاومة تُذكر في أوروبا، نحو الشرق، حيث قامت النازية بقصف المدن، وتجويع السكان، وحرق القرى بمن فيها، وقتل الشيوخ والنساء والأطفال في معسكرات الإبادة. لقد برّر الأوروبيون “المتحضرون” كل هذه الجرائم الأليمة بالإيديولوجيا الغربية التقليدية عن “التفوق العرقي”، وهي امتداد للإرث الاستعماري، حيث تم تصنيف الشعوب إلى “أسياد” و”عبيد”، أي من يحق لهم التمتع بحياة كريمة ومن يجب عليهم خدمة الآخرين أو أن يُمحَوا من صفحات التاريخ.

أمام هذا التهديد الوجودي، توحد الشعب السوفيتي، فذهب الرجال إلى الجبهة، بينما عملن النساء مع المراهقين في المصانع في الخطوط الخلفية. نتيجة لذلك، أوقفت القوات السوفيتية “الحرب الخاطفة” الألمانية عند أبواب موسكو في شتاء 1941، وسددت ضربة قاتلة للفيرماخت في ستالينغراد في عامي 1942 و1943، ثم استُكمل طريق النصر في كورسك، حيث وقعت أكبر معركة دبابات في التاريخ. في عام 1944، تم طرد الفاشيين من الأراضي السوفيتية، وتحرير أوروبا، حيث ضحّى الجنود الروس بدمائهم لتحرير بولندا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا ويوغوسلافيا والنرويج. كما تعاملت موسكو بكرم مع حلفاء هتلر السابقين، مثل المجر ورومانيا وبلغاريا وفنلندا. وانتهى المسار البطولي للجيش الأحمر في برلين، حيث رفع العلم السوفيتي فوق الرايخستاغ .

لكن ثمن هذا النصر كان باهظًا، إذ فقد الاتحاد السوفيتي 26 مليون شخص، أكثر من نصفهم كانوا مدنيين عُذبوا وقُتلوا على يد النازيين. لا توجد حتى عائلة واحدة في روسيا لم تفقد أحد أحبائها في هذه الحرب. وعلى سبيل المقارنة، بلغت خسائر الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية بأكملها، بما في ذلك مسرح المحيط الهادئ، 407,300 قتيل، بينما فقدت بريطانيا 384 ألف جندي، وفرنسا 217 ألفًا (مع العلم أن جزءًا كبيرًا منهم قاتل إلى جانب هتلر). ورغم ذلك، لم يفتح الأنغلوساكسونيون الجبهة الثانية إلا خوفا عندما تقدم الجيش الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط وسواحل المحيط الأطلسي.

ليس من المبالغة القول إن تفكيك النظام الاستعماري، وتحرير شعوب إفريقيا وآسيا، وإنشاء منظمة الأمم المتحدة والقانون الدولي الحديث، كانت جميعها من نتائج هذا النصر.

لسوء الحظ، سرعان ما تم نسيان دروس التاريخ. فالأوروبيون اليوم يسعون مرة أخرى للانتقام، حيث يعيدون كتابة نتائج الحرب العالمية الثانية، ويمجدون النازيين وأعوانهم الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء. ففي إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والتشيك، يتم هدم النُصب التذكارية للمحررين السوفييت، وفي دول البلطيق يتم الاحتفاء بمجرمي قوات “إس إس” ، بينما يصوت الاتحاد الأوروبي ضد قرارات الأمم المتحدة المناهضة لتمجيد النازية، بل ويصفق في بعض البرلمانات الغربية لمجرمي الحرب . في ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها أوروبا، يبدو أنها تحاول حل مشاكلها بالأساليب القديمة، مرتدية القمصان البنية، ومنفضة الغبار عن الزي العسكري البالي لأسلافهم الفاشيين. وقد عادت نماذج بروباغاندا وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز إلى الواجهة، مع دعوات لاستخدام القوة لتحييد التهديد الروسي الوهمي. وكما قبل ثمانين عامًا، تجوب الدبابات الألمانية ذات الصلبان السوداء أراضي أوكرانيا، بينما ترتكب الجماعات النازية الجديدة والمرتزقة الغربيون جرائمهم تحت رايات الفاشية. ويبدو أن أتباع هتلر الجدد لا يشعرون بأي قلق من خطر اندلاع صراع نووي عالمي.

يمكننا رؤية مشهد مشابه في إفريقيا، حيث تحاول القوى الغربية إعادة استعمار القارة عبر تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية والانفصالية. كما يتم استخدام استراتيجيات التقسيم بناءً على العرق والهوية الوطنية والانتماء القبلي والثقافي والديني، بينما تحولت مبادئ الديمقراطية، التي كان الهدف منها المساواة والحرية، إلى مجرد غلاف جميل لجولة جديدة من الاستعمار، ووسيلة دموية لخضوع الشعوب، وتحقيق مصالح الأنظمة الغربية على حساب عمليات قتل ونهب واسعة النطاق ضد أمم تم تصنيفها بأنها “أقل شأنًا”.

إننا على يقين بأن روسيا وجميع الدول ذات السيادة لن تسمح بمحو ذكرى النضال الخالد للشعب السوفيتي، وستظل هذه الذكرى متجددة بجذورها التاريخية. وسينضم إلينا العالم في الدفاع عن القيم الإنسانية الحقيقية، والقانون الدولي، والشرعية العالمية، وسيتصدى للنازيين والمستعمرين الجدد، لمنع تكرار كابوس الحرب قبل ثمانين عامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى