رأي

ياسر الفادني يكتب … من أعلى المنصة…يأجوج في نيالا ومأجوج في الكفرة ! 

من أعلى المنصة

 

 

ياسر الفادني يكتب :

يأجوج في نيالا ومأجوج في الكفرة !

 

حميدتي …حفتر كأنهما خرجا من جُبّ واحد، من رحم الخراب والخذلان، كأن الشيطان قد صاغهما على عجل ثم نفث فيهما من شره، فصارا يؤمان الدم والدمار في بلادٍ أنهكها النزيف، لا فرق بين الوجهين، هما صورة واحدة لعملة مسمومة، من معدن الخيانة المصقول بصوت البنادق ولغة الوعيد

 

قال لي قريبي من الجزيرة ذات وجع، إن رتلاً من المليشيا دهم دكانه، نهبوا ما طاب لهم، فلما سألهم عن المال قالوا: “نحن ما بندفع، نحن ناس يأجوج ومأجوج”. ثم جلدوه ومضوا، كأنهم وحوش خرجت من باطن الأرض. أحد قادتهم سمّى نفسه “يأجوج ومأجوج”، وكأن قبح الاسم لا يكفي، فزاد عليه قبح الشكل والبذاءة، وكلام كأنك تشتم نتانته من خلف الشاشة، يتكلم فتسيل الكلمات كريهة، كسيلٍ أسود لا يرويه شيء غير الخراب

 

حفتر وحميدتي، تَوأما الشر، صنيعة دويلة الغدر، تلك التي لا تشبع من الدم العربي، تغذي جوعها من جثث الأطفال، وتبني نفوذها على جماجم الأبرياء، حفتر في ليبيا، وحميدتي في السودان، كلاهما حطب لنار واحدة، يحرقان الأخضر واليابس بأيد مرتجفة لا تعرف إلا الطعن من الظهر، كلاهما بلا شعب، بلا وجدان، مكروهين حدّ اللعن، فحفتر لفظه الليبيون كما يُلفظ الداء، وحميدتي لعنه السودانيون كما يُلعن الخائن

 

ليس في أسمائهم شيء من الرحمة، أسماء كأنها قُطعت من صخور الزقوم، غليظة النطق، ثقيلة على اللسان، لا تُحب ولا تُحترم، أشبه بتعاويذ شر قديم، حتى إبليس، وهو سيدُ الخبث، يقف مصفقًا لإجرامهم، مندهشًا من شراهتهم في القتل، معجبًا بحيلهم القذرة، يبتسم بفخر كأنهم أبناؤه الذين تفوقوا على معلمهم

!!

حفتر وحميدتي، لعنة نُسجت من نسيج واحد، من غبار الخيانة ولهب الأطماع، كل منهما ظن أنه صار إلهًا في أرض لا يعبد فيها إلا الدم، ولكن، سيأتي اليوم، حين تتوقف البنادق، حين يعود الوطن من المنفى، وحين تُمحى أسماؤهم من التاريخ كما تُمحى النجاسة بالماء الحار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى